الجمعة، 6 ديسمبر 2013

العناصر الأساسية للوسائط المتعددة





العناصـــر الأساسية للوسائط المتعددة



يمكن تعريف الوسائط المتعددة بالأدوات المستخدمة في تقنيات عرض الصوت والصورة والنص والأفلام وغيرها من الأساليب المستخدمة في العملية التعليمية. وأحدث وجود الحاسب في أيامنا هذه ثورة نوعية في القدرة على التعامل مع هذه التقنيات. ومن هنا يمكن القول أن على الأشخاص الذين يريدون استخدام هذه الوسائل في إنتاج المناهج التعليمية إتقان العديد من العناصر المكونة لهذه التقنية. ولا يمكن القول بان إتقان جزء من هذه العناصر يكفي لإنتاج مناهج على مستوى عالي من الإتقان النوعي للمنتج. وتتلخص هذه العناصر بما يلي (ترينر Traynor ،1996 ، ص 54-58) :

عناصر برمجية مثل :

• برامج التأليف الإبداعية مثل برامج Toolbook, Director.
• برامج الرسم وتحرير الصور.
• برامج الرسوم المتحركة و إنتاج و تحرير الأفلام.
• برامج تسجيل وتحرير الأصوات.
• برامج المحاكاة وبرامج إنتاج البيانات.
• بعض لغات البرمجة إن أمكن.

عناصر مادية مثل :

• جهاز حاسب متطور يستخدم في عملية الإنتاج للبرامج التعليمية يستخدم نظام تشغيل حديث.
• أجهزة حاسب بمواصفات حديثة تستخدم في عملية عرض المنتج للطلبة و المستخدمين.
• كاميرات تصوير عادية ورقمية.
• ماسحات ضوئية.
• مشغلات أقراص مدمجة ومضغوطة قابلة للقراءة والكتابة.
• معدات وميكرفونات صوتية وغرف صوت معزولة.
• طابعات ومعدات أخرى.

ويمكن لشخص لديه معرفة جيدة بمعدات وبرمجيات الحاسب إتقان هذه العناصر بشكل جيد وخلال فترة زمنية معقولة. بينما يحتاج شخص عادي إلى فترات زمنية طويلة لإتقان هذه العناصر مع العلم أنه يمكن للعديد من الأشخاص فهم آلية عمل وكيفية استخدام هذه العناصر من خلال الممارسة لفترات زمنية معقولة. وتكمن المشكلة في سرعة تطور هذه العناصر بالإضافة إلى ظهور عناصر جديدة يوميا مما يتوجب على مستخدميها متابعة هذه التطورات التكنولوجية بشكل مستمر.

ويجب أن لا ننسى أن الأشخاص الذين يقومون بعملية الإنتاج والبرمجة لمنهاج معين باستخدام هذه التقنيات يجب أن يكون لديهم شيء من اللمسات الفنية و درجة كافية من الذوق لجعل المنتج أكثر متعة في الاستخدام. أي أن المعرفة الفنية للعناصر المختلفة جيدة ولكن قد لا تكون كافية للإبداع في ما يتم إخراجه من مناهج تعليمية.

إنتاج وتأليف المناهج التعليمية بدون استخدام تعدد الوسائط

تمر عملية إنتاج وتأليف المناهج التعليمية بعدة مراحل مختلفة. وتحتاج كل مرحلة من هذه المراحل إلى وقت وجهد كبيرين. وقد تستغرق هذه العملية عدة سنوات في بعض الأحيان. و يشترك عدد من المؤلفين والتربويين في عملية التأليف لمنهج معين. و في النهاية يظهر بين أيدي الطلبة والمدرسين مناهج تعليمية يمكن استخدامها في العملية التعليمية. وبالطبع فان لكل مستوى من المستويات التعليمية مراحل ومتطلبات قد تختلف عن بعضها البعض. أي أن مستوى المناهج لصفوف المرحلة الأساسية قد تختلف عنها للمرحلة الإعدادية أو الثانوية أو الجامعية. كما وتلعب الخبرات التربوية و التعليمية المشاركة في إنتاج المناهج التعليمية دورا هاما وكبيرا في الطريقة والأسلوب الذي سوف يتم استخدامه في سرد وعرض المحتوى على الطلبة. إلا أنه ينقص هذه الخبرات التربوية المعرفة الضرورية لكيفية استخدام الوسائل التقنية الحديثة في سرد و عرض ما يؤلفونه للمستخدمين الأمر الذي قد يجعل من المنهاج المنتج مادة بحتة يصعب هضمها من قبل الطلبة.

ويمكن القول بأنه يجب على المؤلفين والتربويين معرفة الحد الأدنى عن التقنيات الحديثة المستخدمة في العملية التعليمية. الأمر الذي قد يجعل المنهاج المنتج مادة سهلة يمكن تحويلها إلى أشكال مختلفة من قبل متخصصين تقنيين دون الحاجة إلى إعادة تأليفها أو المساس بالأهداف الرئيسية للمنهاج المنتج.

إنتاج المناهج التعليمية باستخدام تعدد الوسائط

يمكن للمسؤولين والتربويين عن إنتاج المناهج التعليمية استخدام الوسائط المتعددة في عملية إنتاج المناهج التعليمية وذلك إما في مرحلة التأليف أو في مرحلة ما بعد الانتهاء من التأليف. ففي حالة اختيار استخدام الطريقة الأولى فان ذلك يلقي عبئا كبيرا على عاتق المشرفين والمؤلفين لمنهاج ما. وذلك لما تحتاجه هذه الطريقة من تعاون طويل الأمد بين الأفراد المسؤولين عن استخدام وتصميم وبرمجة الوسائط وبين المؤلفين والمشرفين التربويين. وذلك يتطلب درجة عالية من التنسيق والإدارة بين الفريقين. لكن مما لا شك فيه أنه عند تأليف مادة تعليمية باستخدام تعدد الوسائط و بالرغم من الوقت والجهد الكبيرين المستهلكين في هذه الطريقة إلا أن كفاءة المنتج النوعية من الممكن أن تكون مميزة. وهذه الطريقة بالتأكيد ليست بالأمر السهل وتحتاج إلى وجود خبرات تربوية هندسية و إدارية على مستوى واسع. وتقع مسؤولية إنتاج المناهج بهذه الطريقة على المؤسسات والوزارات ذات العلاقة.

أما في حالة وجود المادة التعليمية مؤلفة وجاهزة ولا ينقصها سوى إعادة هيكلة وتشكيل و إنتاج باستخدام تعدد الوسائط فإنها تحتاج إلى جهد أقل. وتزداد كفاءة هذه الطريقة في حالة معرفة المؤلفين والتربويين الحد الأدنى عن التقنيات الحديثة المستخدمة في العملية التعليمية. وتكمن أهمية هذه الطريقة في تقليل مسؤولية الأشخاص المشاركين في إنتاج المناهج التعليمية مع ضرورة وجود مشرفين تربويين على الأشخاص المسؤولين عن استخدام وتصميم وبرمجة الوسائط المتعددة. ومن الواضح أن دور ومسؤولية المؤسسات والوزارات ذات العلاقة تكون اقل منها في الطريقة الأولى. ويمكن أن يقتصر دور هذه المؤسسات على الدعم والأشراف العام ووضع الأهداف والسياسات والتقييم لأولئك الذين يقومون بعملية إعادة تشكيل المناهج التعليمية. و يكون دور المشاركين في هذه الطريقة مركزا على عملية الإنتاج باستخدام تعدد الوسائط فقط.

وبشكل عام فان عملية إنتاج المادة التعليمية باستخدام تعدد الوسائط تمر بعدة خطوات يمكن تلخيصها على النحو التالي :

1. التخطيط لعملية التطوير، وتشمل هذه المرحلة :

• التفكير والتحليل قبل عملية الإنتاج.
• العناصر الأساسية التي يجب تطويرها.
• الفئة المستهدفة التي سوف تستخدم المنتج المطور.
• المعدات المستخدمة من عتاد مادي وبرمجي.
• المحتوى من صور ونصوص وأفلام وصوت ورسومات متحركة وغير متحركة.
• واجهة المنتج وكيفية تعامل الفئة المستهدفة مع المنتج.
• المصادر المتوفرة لعملية التطوير.

2. تجميع العناصر للمنتج النهائي :

وتكون هذه العملية سهلة نوعا ما إذا كانت عملية التخطيط المسبقة قد تمت بشكل ناجح. وقد تحتاج هذه العملية لإعادة التخطيط والتفكير لعدة مرات.

3. مرحلة التصميم والإنتاج للعناصر ( التنفيذ الحقيقي للمنتج ) وتشمل :

• تصميم واجهة العرض بما تحتويه من تصميم وعناصر مرئية وتوازن في عملية التركيب ووضع هيكلية كاملة للمنتج.
• الثبات على قوام واحد في عرض وتصميم القوائم والمعلومات.
• وضع المحتوى داخل الهيكلية المصممة. وتحتاج هذه الخطوة إلى الجل الأعظم من الوقت علما بان وجود المعلومات والصور والنصوص المؤلفة مسبقا يساعد وبشكل كبير على تنفيذ هذه الخطوة. ويمكن الاستفادة هنا من منتجات وعناصر تم تصميمها مسبقا في منتجات متشابه ويمكن تكوين قاعدة بيانات للعناصر المستخدمة لتساعد في استخدامها في منتجات أخرى لاحقا.
• استخدام البرامج والأدوات لإنشاء الصور والحركات والأفلام والرسومات التوضيحية والنصوص الصوتية وربطها بشكل فني مع باقي العناصر لتحقيق الهدف المرجو من المنتج. ويلعب المشرفون التربويون والمؤلفون دورا هاما في مراقبة ما يتم تصميمه وطريقة عرضه من قبل فنيي ومبرمجي الوسائط المتعددة للتأكد من خدمة الأهداف التعليمية للمنتج.

4. فحص المنتج وضبطه :

وتتم عملية الفحص لكل من المحتوى التعليمي والوظيفي للبرنامج للتأكد من خلوه من الأخطاء الفنية أو آية أخطاء في المحتوى أو طريقة العرض و تتم مراحل الفحص والتصحيح على المستوى الداخلي للمنتجين والمشرفين المشاركين في عملية التصميم والتنفيذ. والمستوى الخارجي لبعض الفئات المستهدفة لاستخدام المنتج أو مشرفين وفنين آخرين. ويمكن عمل عروض تجريبية على مراحل مختلفة و مستخدمين مختلفين للتأكد من تحقيق الهداف المطلوبة.

5. بعد ذلك يمكن عمل المنتج النهائي و إخراجه بالشكل المطلوب مثل وضعه على قرص مدمج أو على الإنترنت أو على الشبكة الداخلية للمدرسة أو الجامعة.

ومن خلال الخطوات السابقة يمكن تحديد المسؤوليات والمتطلبات لكل من المشاركين في عملية الإنتاج. حيث يلعب الأشخاص المسؤولين عن تصميم وبرمجة تعدد الوسائط دورا مهما في متابعة التطورات الفنية للبرامج والمعدات المستخدمة وكيفية تشغيلها واستخدامها لتخدم عملية إخراج المنتج ليحقق المتطلبات التي تم وضعها في عملية التخطيط لتطوير المنتج. أما المشرفون التربويون فعليهم التأكد من عدم فقدان المحتوى للأهداف التعليمية الأساسية المطلوبة خلال عملية إعادة هيكلة المنتج بشكله الجديد. أما مسؤولية فحص المنتج فتقع على عاتق الطرفين.

ومن الواضح هنا أنه يمكن للمشرفين التربويين والمؤلفين أن يتعلموا تقنيات تعدد الوسائط والقيام بعملية الإنتاج بأنفسهم. لكن وبالرغم من الفوائد التي يمكن أن نجنيها من هذه الطريقة إلا أنها تحتاج إلى وقت وجهد كبيرين من المشرفين الأمر الذي قد يفقدهم التركيز في مهامهم الرئيسية لفترة من الزمن قد تطول لعدة سنوات. بينما تستغرق عملية تدريب أشخاص فنيين على تقنيات تعدد الوسائط فترات أقل نسبيا وبكفاءة نوعية أفضل. وتكون قدرة هؤلاء الفنيين على متابعة الجديد في تقنيات تعدد الوسائط أسهل و أسرع من قدرة المشرفين التربويين والمؤلفين على ذلك. ويمكن الاستفادة من خبرات فنيي تعدد الوسائط في إنتاج مواد ومناهج تعليمية لمستويات مختلفة بالتعاون مع المشرفين التربويين والمؤلفين لتلك المستويات. وغالبا لا يمكن الاستفادة من خبرات المشرفين التربويين والمؤلفين في تعد الوسائط في إنتاج مواد ومناهج تعليمية لمستويات غير التي يعرفونها.

هناك تعليق واحد:

  1. فلسفة حُزن ٍ
    أعيشُ فصول مأساتها
    متقلبًا
    رائع ما خطته يداك اخي سرحان..لك كل الود ز

    ردحذف

شاركنــا رأيــك ,

فـ بـهِ تـُفيـــد ونستفيــــد ..